سبع سمات للأشخاص السامّين تساعدك على تمييزهم

هل لديك شخص سامّ في حياتك؟

المستنزِفون غير الداعمين وصعبي المِراس هم من أكبر تحدّيات الحياة. في هذه التدوينة أتحدّث عن كيفيّة اكتشاف والتعامل مع الأشخاص السامّين متى دخلوا حياتك لإيقافهم عن تسميمها. أنت تستحقّ أشخاصاً في حياتك يُمتعنك بما يستهلكنه من وقتك، ويدعمنك حتّى تحبّ صرف الحياة برفقتهم.

يتغذّى الشخص السام على استضعافك، ويستمرّ بالوجود في حياتك من خلال دفعك إلى إفراز الإحساس بالذنب. وهذا الأخير هو المشكلة الحقيقية.

بكلّ حال، في كلّ مرّة أقرأ فيها عن الأشخاص السامّين، يتكرّر الحديث عن ذات الشخصيّات التي تظهر مراراً وتكراراً:

  • صديق بفعل تراكم الزمن: هذا الشخص الذي تعرفه منذ الأزل. ربّما تعرّفتما على مقاعد المدرسة الابتدائية، أو كبرتم معاً كجيران. والآن تشعر بالذنب اتّجاه التفكير بإنهاء هذه العلاقة.
  • صديق بفعل التقارب: هذا الشخص يأتي كإضافة مرفقة بشخص آخر في حياتك ربمّا هو أي هي شريكٌ عائليّ لصديقك، أو شقيق أو شقيقة لصديقك، أو صديق صديقك. وأنت تشعر بالذنب لأنّك لا ترغب بوضع نفسك في مواقف محرجة.
  • صديق بفعل الزمالة: هذا الشخص الذي تراه على الدوام في أماكن محدّدة من حياتك، قد يكون زميلاً في مكان العمل، أو في نادي كرة القدم، أو جاراً يسكن على بعد قرع جرس. وأنت تشعر بالذنب إذاك نفضهم عن حياتك لأنّك تلتقيهم باستمرار.

أحياناً تكون هذه العلاقات عرضيّة ليس فيها التزام، لكن في أحيان أخرى قد تنمو هذه العلاقات باتّجاه عفن. بنتهي بك الأمر إلى الاحتفاظ في حياتك بشخص يغار منك أو يتعامل بمعايير مختلفة تماماً من الأخلاق، وهنا يصبح هذا الشخص سامّ لحياتك.

الشخصيات السبع للأشخاص السامّين

هنا عرض لسبع أنواع من الشخصيّات السامّة التي ينبغي أن تحذر وجودها:

الشخصية الأولى، نرجسيّ المناقشة:

هل سبق وأن وقعت في نقاش مع شخص يقاطعك باستمرار؟ أو لنقل بشكل آخر، هل سبق وأن حاولت التحدّث إلى شخص لا يسمح لك بالحصول على فرصة لقول كلمة؟ يحبّ النرجسيّون الكلام عن أنفسهم، أو مجرّد سماع أنفسهم يتكلّمون. لا يطرحون عليك أسئلة، ولا ينتظرون منك إجابة، ولا يصمتون. 

في علاقة ما، سينتهي الأمر بهؤلاء الأشخاص إلى أن يكونوا أنانيّين جدّاً، عالقين في مدار حول أنفسهم، ولن يهتمّوا إلى احتياجاتك مطلقاً.

الشخصية الثانية، سترة المجانين:

شخص “سترة المجانين” هو شخص يريد التحكّم في كلّ شيء وكلّ من هم من حوله. يريد أن يكون مديراً لما تفعله أنت، وما تقوله، وحتّى ما تفكّر به في داخل رأسك. تعرف تماماً من هو الشخص الذي أقصده هنا؛ هذا الذي يفزع إذا خالفته الرأي، ولن يتوقّف عن مساعيه لإقناعك أنّه على حقّ، وعليك أن تفعل ما يقوله لك. 

في علاقة ما، لن يمنحك هذا الشخص مساحة للتنفّس وسيزعجك بالنقّ باستمرار إلى أنّ تُساير ما يريد. احذر وانتبه، سيسعى هذا الصنف من الأشخاص لصيد حريّتك العاطفيّة والكلاميّة والعقليّة؛ حتّى لا يبق منك شيء. اخرج منها طالما تستطيع!

الشخصية الثالثة، طُفيلي العواطف:

<في علم الاجتماع: الطفيلي هو شخص يعيش على حساب الآخرين دون أن يعطي أي شيء في المقابل.>

يُعرف هذا المحتال العاطفي كذلك باسم “مصّاص الأرواح” على سياق مصّاص الدماء، لأنّه يميل إلى امتصاص الإيجابية منك واستنزافك عاطفيّاً. 

لدى هذا الشخص وعلى الدوام شيء حزين أو سلبي للكلام عنه، ودائماً متشائم. لا يمتلك القدرة على رؤية أي شيء إيجابي في المحادثات والعلاقات، ويميل إلى إحباط الجميع طالما أنّه هو شخصيّاً محبط. إذا كنت مع شخص لا يتحدّث بغير السيّئات ويتعذّر عليه الانتباه لغير الأسواء، فاحترس؛ هذه العلاقة قد لا تتّجه إلى المحاسن.

الشخصية الرابعة، مغناطيس الدراما:

بعض الأشخاص السامّين هم مغانط للدراما. دائماً ما يكون في التفاصيل خلل ما… دائماً. وبالطبع، متى ما حُلّت المشكلة ظهرت أخرى. ولا يريدون منك سوى عطفك وشفقتك والدعم العاطفي، لكن من دون نصيحتك! وإذا قدّمت أنت المساعدة والحلول رفضنها، إذ يبدو أنّهم لا يريدون إصلاح أي شيء. بدلاً عن ذلك يستمرّون بالشكوى والمزيد من الشكوى. 

في علاقة ما، يلعب مغناطيس الدراما دور الضحيّة على الدوام ودوره ناجح في الأزمات، لأنّها تساعده على الشعور بأنّه ذو أهمّيّة. إذا عرفت شخصاً منارة للمِحن فاحترس، فقد تصبح يوماً أنت نفسك جزء من الدراما.

الشخصية الخامسة، الـ س ح ح:

تقف الـ س ح ح للشخص <سريع الحكم الحسود>. ويا أصدقائي يمكنني رصد السحح من على بعد أميال، وأريد أن أُريك كيف تفعلها أنت كذلك. الأناس الغيورين الحسودين سامّين بشكل لا يصدّق لأنّهم يمتلكون كراهيّة ذات لا توصف، حتّى أنّهم لا يقدرون على الفرح لأيّ كان من حولهم. وعادة تأتي غيرتهم عن أحكام وانتقادات وإشاعات. بالنسبة لهم؛ كل شخص آخر هو شخص سيء وغير ظريف أو غبي بشكل أو بآخر. 

إذا بدأ شخص بالنميمة بغيرة وحسد عن أشخاص آخرين، احذر، قد يكون هذا النمّام شخصاً سامّاً ولن تعلم ما يقوله هذا النمّام عنك من خلف ظهرك.

الشخصية السادسة، الأفّاك:

حظيت بالعديد من الكذّابين في حياتي قبل أن أتعلّم تحرّي كذب الناس. الكذّابون، الأفّاكون، المبالغون المغالون… من المرهق أن تحظ بمخادع سامّ في حياتك. كلّ ما يقلنه زورٌ وبهتان أو أكاذيب كبرى، ومن المستحيل أن تثق بكذّاب في علاقة. خيانة الأمانة تستنزفنا لأنّنا وباستمرار نرتاب من كلمات المضلِّل. إذا قرع حدسك أجراس التنبيه إذاً احذر، واخرج منها قبل أن يُكذب عليك.

الشخصية السابعة، الدبّابة:

الدبّابة تسحقّ كلّ شيء في مسارها. والدبّابة البشرية دوماً على حق، ولا تأخذ في الحسبان عواطف الآخرين ولا مشاعرهم لا أفكارهم، وباستمرار يضع نفسه أولاً. 

في علاقة ما، الدبّابات متكبّرة ومغرورة بشكل لا يوصف وتنظر إلى آرائها الشخصية على الدوام كحقائق مطلقة. وهذا لأنّهم غالباً ما يعتقدون بأنّهم الأشخاص الأكثر نباهة وذكاء بين الحضور، ولهذا فهم يرون في كل محادثة ومناقشة وفي كلّ شخص آخر تحدّ عليهم الانتصار والفوز به. والانتصار هنا هو سحق الخصم. نادراً ما يرون في الآخرين أنداداً مساويين لهم وقد يعرقل هذا محاولة تكوين علاقة حبّ. إذا شعرت بأنّ أفكارك وآراءك تُسحق دون اهتمام، أو أنّك لا تحظ باحترام كاف، اخرج منها طالما تستطيع!

كيف نتعامل مع تسمّم الحياة

هل قفز شخص في ذهنك بينما كنت تقرأ وصوف الشخصيات السامة هنا؟ إذا كنت تحظى في حياتك بشخص تخشى مقابلته، لا يحترم آراءك، أو يدفعك للشعور بشكل سيء اتجاه نفسك بأي طريقة كانت، إذاً عليك وفوراً أن تقول لا.

هل تشعر بأحد هذه العوارض:

  • عليك وباستمرار إنقاذ هذا الشخص وإصلاح مشاكله.
  • تضطرّ أن تتستّر منهم أو تخفي تفاصيلاً من حياتك.
  • ترهب لقاءهم.
  • تشعر بأنّك مستنزف بعد التواجد معهم.
  • تشعر بالغضب أو الحزن أو الاكتئاب حين تكون معهم.
  • يدفعونك للنميمة أو لأن تكون لئيماً.
  • تشعر بضرورة أن تثير إعجابهم.
  • أنت متأثّر بدراماهم أو مشاكلهم.
  • يتجاهلون احتياجاتك ولا يسمعون منك “لا”.

أنت تستحقّ أن تحظى بأُناس رائعين وداعمين وودودين ومحبّين في حياتك. في الواقع، الحياة أقصر كثيراً من أن تُصرف مع أناس لا يساعدنك لتكون أفضل ما أنت. وآمل أن تستعمل هذه التدوينة لتحصين نفسك من الأشخاص السامّين.

اقرأ عن الأشخاص السامّين الذين يسمّمون حياتنا

كُتبت بوحي من كتاب ڤانيسا ڤان إدواردز: “أَسر: علم النجاح مع الناس”.

Vanessa Van Edwards. Captivate: The Science of Succeeding with People.

المصدر

من تأليف مؤنس بخاري

باحث عربي مستقل مفتون بفنون الطهي وتراثه. متخصّص بالهندسة المجتمعية. أدوّن في تاريخ الكلمة والإنسان.

2 تعليقات

  1. البيئه الشرقيه ملىئه بمثل هؤلاء الاشخاص من العائله القريبه الى من يتم انتخابهم ليحكموا البلد، ومع ذلك لم يتطرق احد الى انها امراض مجتمعيه ونفسيه لابد من ايجاد حلول وعلاج لها على العكس فالمطلوب دايما الكتمان، الصبر و التعايش مع هكذا سمات حتى وصل بنا الحال الى البلاده والضعف والاستسلام باانه هذه هي الحياه ولابد من التعايش. موضوع المقاله و طريقه تناولها مع خاتمه تطرح حل للشخصيات المذكوره. مقال استحق القراءه – ممتاز جدا.

    إعجاب

    1. شكراً جزيلاً على كلامك اللطيف ميمي، وأتّفق مع مذهبك… التعايش مع العلاقات السامّة ضار جدّاً للحياة، هو كالتعايش مع المرضى دون منحهم فرصة العلاج الطبي السليم. ومن حقّ كل إنسان صحّة عقلية سليمة.

      إعجاب

اترك رداً على mimi إلغاء الرد

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ